الصحة النفسية هي حالة عامة من الوفاق النفسي والعاطفي والاجتماعي، والتي تشمل القدرة على التعامل مع التحديات والمشكلات الحياتية بشكل فعال، والشعور بالرضا والسعادة في الحياة، والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين والمجتمع بشكل عام.
كما أنها أيضًا هي القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية التي تواجهنا في الحياة، وتشمل الصحة النفسية أيضًا القدرة على التعلم والنمو والتطور الشخصي والاجتماعي، والتي تعد جزءًا مهمًا من الحياة الناجحة والمستدامة.
أهمية الصحة النفسية
تتمثل أهمية الصحة النفسية في تأثيرها الكبير على الحياة الشخصية والاجتماعية والعاطفية والمهنية لدى الفرد ومن أهمها
- الصحة النفسية تلعب دورًا هامًا في تنمية الأفراد الذين يتمتعون بالاستقرار العاطفي والنفسي، حيث يصبحون قادرين على التكيف مع الحياة بشكل أكبر وبناء علاقات إيجابية مع من حولهم.
- إن الأسرة التي تتمتع بالاستقرار النفسي والعاطفي تساهم في تنشئة الأطفال الأكثر استقرارًا وسعادة، حيث يتمتعون بالتماسك والتآزر والقوة الداخلية والخارجية. وبالتالي، فإن هذه الأسر تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
- تؤثر الصحة النفسية على الفرد بشكل مباشر، حيث تمكّنه من تحسين فهمه لذاته وللآخرين من حوله كما أن الصحة النفسية تجعله أكثر قدرة على التحكم في عواطفه وانفعالاته ورغباته.
- إذا كان الفرد يتمتع بالصحة النفسية، فإن ذلك يجعله أكثر قدرة على التعامل بشكل إيجابي مع المشكلات والضغوط الحياتية المختلفة، ويمكنه توازن الانفعالات والمشاعر في مثل هذه الظروف، ويمكنه التغلب على المصاعب وتحمل المسؤوليات دون الشعور بالهروب أو الانسحاب.
- الصحة النفسية تعد عاملاً مهمًا في تحسين جودة الحياة والسعادة العامة للأفراد والمجتمعية.
- ومن المهم التذكير بأن الصحة النفسية لا تعني عدم وجود أي مشاكل نفسية، بل تعني القدرة على التعامل مع المشاكل معها بشكل صحيح ومناسب ولذلك فإن البحث عن المساعدة والعلاج النفسي يعد خطوة مهمة لتحسين الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة عموما.
طرق علاج الصحة النفسية
- بيع سيارتك الآن في سوق السيارات -
هناك العديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الصحة النفسية، ومن بين هذه العوامل:
- العلاج عن طريق الأدوية والعقاقير التي يحددها الطبيب بناء على حالة المريض.
- العلاج بالصدمة أو الكهرباء وذلك عن طريق صدمة كهربية معينة ومحددة يستقبلها الجسم.
- المعالجة النفسية عن طريق تحسين السلوك والصحة النفسية والعلاج المعرفي والعلاج النفسي الديني.
- العلاج عن طريق التغذية والتمارين الرياضية المفيدة والمحسنة للصحة عموما والنفسية خصوصا.
- الدعم الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء والمدرسة والجامعة والعمل يؤثر بطريقة كبيرة على تحسين المستوى النفسي.
- العلاج بالطب التكميلي مثل استخدام الأعشاب او زيوت المساج.
- العلاج بالتدخل الذهني وذلك عن طريق علاج المخ بتقنيات حديثة.
ومن المهم ملاحظة نوع وحالة المرض لدى الشخص ومن ثم تحديد طريقة العلاج المناسبة مع الشخص حيث تختلف طريقة العلاج من نوع مرض معين لنوع مرض آخر ومن شخص الى آخر ويتم تحديد ذلك بناء على استشارة الطبيب رأيه في الحالة ويجب متابعة تقدم الحالة من فترة إلى أخرى للتأكد من أن نوع العلاج يقدم النتائج المرجوة.
طريق التعامل مع الضغوط النفسية
تواجه الكثير من الأشخاص ضغوطًا نفسية في الحياة اليومية، ولذلك يعد التعامل مع الضغوط النفسية بشكل فعال أمرًا مهمًا للحفاظ على الصحة النفسية وأهم هذه الطرق هي:
- ممارسة الأنشطة مثل الأنشطة البدنية الخفيفة أو الأنشطة الذهنية.
- ممارسة رياضة التأمل.
- التواصل الاجتماعي والشخصي مع الآخرين.
- الحصول علي قسط كافي من النوم حتى تستطيع القيام بمهام اليوم بشكل جيد ومناسب ولا يؤثر ذلك على صحتك النفسية والذهنية.
- ممارسة اليوغا لأنها تقلل من التوتر والضغط العصبي وتساعد على تحسين الصحة النفسية
- التدريب على التنفس العميق حيث أن التدريب على التنفس العميق يساعد على تحسين الصحة العقلية وايضا النفسية لدى الشخص.
- إدارة الوقت ومحاولة تنظيمه حيث أن عشوائية الوقت والمواعيد تسبب نوع من أنواع التشتت والضغط النفسي لدى الشخص
- تحديد الأهداف حيث يقوم كل شخص بتحديد هدفه من الحياة عموما ويقوم بوضع اهداف بعيدة المدى وقصيرة المدى ويقوم كل فترة بقياسها ويشعر بالإنجاز ولكن عند وضع الأهداف يجب اختيار أهداف قابلة للتحقيق وأهداف واقعية حتى لا يصعب تحقيق الأهداف وينقلب بالسلب علي الشخص ويشعر بالفشل وعدم الإنجاز.
- يعتمد التعامل مع الضغوط النفسية على الأساليب الشخصية والمفضلة، ويمكن تجربة العديد من الطرق لتحديد الأساليب الأكثر فعالية لكل فرد بشكل فردي.
أسباب الأمراض النفسية
تتعدد أسباب الأمراض النفسية، وتختلف من شخص لآخر ومن حالة إلى أخرى ويمكن ذكر أهم الأسباب في الفقرة التالية:
- تظهر الأبحاث أن هناك علاقة بين الوراثة والإصابة ببعض الأمراض العقلية، حيث يكون المرض العقلي أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بنفس المرض ولا يوجد جين واحد محدد يصاب بهذه الامراض إلا أن بعض الجينات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بها.
- يوجد في الدماغ مجموعة من المواد الكيميائية المعروفة باسم “النواقل العصبية”، والتي تعتبر مسؤولة عن نقل الإشارات العصبية بين أجزاء مختلفة من الدماغ والجسم وعندما تتعرض شبكات العصبية التي تحتوي على هذه المواد الكيميائية للتلف أو الضعف، فإن ذلك يؤدي إلى تغيير وظيفة مستقبلات الأعصاب وأنظمة العصبية، مما يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات.
- التعرض لبيئة غير مناسبة أو حالات التهاب وسموم للمولد أو شرب الكحول والمخدرات أثناء فترة الحمل لأن ذلك يؤثر على الصحة الذهنية وتكوين الجنين ومن ثم صحة نفسية غير جيدة.
وأخيرا تعتبر الصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة، وتعد مهمة جدًا للحفاظ على الوفاق الشخصي والاجتماعي والاقتصادي للفرد والمجتمع بشكل عام لأنها تؤثر علي إنتاجية الشغل وعلى طريقة الفرد وطريقة تعامله مع من حوله.
المصادر
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/mental-health-strengthening-our-response